تَعَالَ نَعُدُّ كَمْ عُمْرِي؟؟
بَيْنِي وَ بَيْنَكَ جُسُورٌ تُبْعِدُنِي
غَابَاتٌ وَ أَشْوَاكٌ تُعِيقُنِي
أَفْتَحُ بَوَّابَةَ الْوُجْدِ
أَقْتَحِمُ أَدْغَالَ الصَّنَوْبَرِ
أَخُوضُ الْغِمَارَ لِوَحْدِي
تَعَالَ خُذْنِي مِنْ انْزِوَائِي
قَدْ أَمْنَحُ الْكَوْنَ حَرْفِي
لَكِنِّي لَنْ أَمْنَحُهُ حُبِّي
مُنْهَمِرَةٌ بَيْنَ الْمَاءِ وَ الْمَاء
وَرَجْفَةُ الْبُعْدِ تُضْنِينِي
أَحِنُّ إِلَى الْفِرَارِ إِلَيْكَ مِنِّي
لِأَلْفِيَنِي قَابِعَةٌ بِكَ لاَ أَدْرِي
حَنِينِي لِشَهْقَةِ الصُّبْحِ
أَنْغَمِسُ فِي هَذَيَانِ لَيْلِي
أُرَاقِبُ عُيُونَ بَدْرِي
أُسَامِرُهُ وَ النُّجُومُ مِنْ حَوْلِي
خَفَتَ نُورُهَا
لَمَّا قَدِمَ الْقَمَرُ نَحْوِي
عَلَّمَنِي كَيْفَ أَنْطِقُ اسْمَكَ
قَبْلَ أَنْ أَشْرَبَ مِنْ حِنْطَةِ
وَجَلِي وَ خَجَلِي
اِنْزَرَعْتَ بِذَاتِي
سَقَيْتُكَ مِنْ شَوْقِي
فَامْتَزَجْتَ بِرَحِيقِ جَوْفِي
سَيَلاَنٌ بِوَرِيدِي يَسْرِي
لِتَكُونَ أَنْتَ ذَاكَ
النَّسْغ الَّذِي بِهِ أَحَيَى
فِي شَرَايِينِ دَماً يَجْرِي
أَكُنِتَ تَعْلَمُ أَنِّي
أَرَاكَ كُلَّ عُمْرِي؟
أُشِيحُ هَارِبَةً بِدَمْعِي
كَيْ لاَ أُحْزِنَكَ بِهَمِّي
أُوَارِي سُهْدِي
أَحْضُنُ ذِرَاعَ اللَّيْلِ
أُمْسِكُ ظِلِّي
بِصِدْقِ السِّمَاءِ
لاَ أَعْرِفُ مَتَى وُلِدْتُ
وَ لاَ كَمْ هُوَ عُمْرِي!ا
حَمَلْتُ شَهَادَةَ مِيلاَدِي
لَمَّا وَجَدْتُكَ بِجَانِبِي
كَلُّ نَغْمَةٍ مِنْ صَوْتِكَ
كَانَتْ مَوْسِمَ عِطْرٍ
كَلُّ قَطْرَةِ عِطْرٍ
هِيَ يَوْمٌ عِشْتُهُ بِكَوْنِي
كَلُّ شُعَاعٍ مِنَ الشَّمْسِ
بِعَدَدِ خُيُوطِهَا الذَهَبِيَّةِ
كُلُّ ذَرَّةِ نُورٍ مِنْهَ
هِيَ لَحَظأتُ مِنْ وُجُودِي
كَلُّ أَضْوَاءٍ فَوْقِي
رَبِيعاً بِأَهْدَابِي
أَعَادَتْ انْتِعَاشَ رُوحِي
فَتَعَالَ! نَعُدُّ كَمْ عُمْرِي!
بقلم رحيمة بلقاس
20\3\2012
سلا\المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق