الشاعرة رحيمة بلقاس

أَخْشَى الْحِرْمَانَ مِنَ الْحُلْمِ

ضَوْضَاءُ السَّرَابِ الْعَقِيم

يَعُجُّ بْالْمِسَاحَات

نَشْرَبُ الْمَاءَ نَبِيدَ الْعَلْقَمِ

بِالأَشْدَاق

تَرْتَجِفُ الأَجْرَاسُ 

الْمُعَلَّقَةُ عَلَى أَعْتَابِ الْغُفْرَان

نَتْلُو الصَّلاَةَ عَلَى الأَنْفَاس

وَكُحْلُ اللَّيْلِ مَلأَ الأَحْدَاق

نُطَارِدُ خَرِيرَ الْفَجْرِ

وَحَفْنَةَ ضَوْءٍ تَسَرَّبَتْ 

عَبْرَ الثُّقْبِ 

تَزْرَعُ شَتِيلَةً بِالثَّغْر

تَتَوَسَّدُ الْحُرُوفُ الأَخْبَار

تَوَسَّطَتْ أَكْوَامُ الدَّرَاوِيشِ الْعَرَاء

يَفْتَرِشُونَ التُّرَاب

بِالأَرْصِفَةِ...ضَحَايَا الإِهْمَال

أَذَاكَ إِنْسَانٌ أَمْ مِسْمَار؟؟

اِعْتَلاَهُ صَدَأُ النِّسْيَان

أَمْ تَرَاهُ رُوحٌ بِلاَ اهْتِمَام؟

أَهَكَذَا صِرْنَا فِي أَعْيُنِكُمْ؟

قَشَّةً فِي سَلَّةِ الْقُمَام

هَؤُلاَء قَنَادِيلِي الْمُطْفَآت

أُرِيدُهُمْ أَنْ يُغَنُّوا 

فَوْقَ جُثَثِ الأَحْلاَم

نُعْلِنُ طُقُوسَ الأَنِينِ الْحَزِين

الْمُتَكَوِّمِ عَلَى أَعْتَابِ الْمَعْبَدِ الْأَلِيم

صُوَرٌ شَاحِبَةٌ يَنْخُرُهَا السُّمُّ الْمُبِيد

أَنْفَاسٌ تَسْتَنْشِقُ الْغُبَار

مِنَ كِيس عَتِيق

أَرْدَى أَرْوَاحَهُمْ عَبِيد

أَسْتَطْلِعُ بِجُفُونِهِمْ الْمُسْدَلَة

عَلَى مَآثِمِ الزَّمَان اللَّعين

وُجُوهاً مِنْ حَوْلِهَا

أَشْبَاحٌ فِي عَرِينِ الإِنْهِيَارِ

وَ الإِحْبَاطِ الْمُهِين 

قُلُوبُهُمْ تُعْتَصَرُ بِالْأَلَم الْمُخِيف

كَيْفَ تُزْهِرُ الأَيَّام؟

وَسَنَابِلُ الْقَمْحِ لاَ تُعْطِي التِّمَار

رِمَاحُ الأَسَى اخْتَرَقَتْ الأَجْسَام

أَصَابِعٌ انْدَسَّتْ بِأَشْهَى غِذَاء

قَدَّمَتْ مَوَائِدَ تَخْذِير الأَلْبَاب

زَرَعَتْ بِرَوَابِينَا وَ التِّلاَل

عِوَضَ السَّنَابِلِ

أَنْوَاعَ الْخَرَاب

اْسْتَبَاحُوا أَعَالِي الْبِحَار

وَ الأَجْوَاء

سَرَقُوهَا وَ عَاتُوا الْفَسَاد

أَهْدَوْنَا هَلْوَسَات 

تَنْسِينَا السُّؤَال

بِتْنَا أَجْسَاداَ جَوْفَاء 

لاَ نَعِي مَا يَقَعُ فِي الْخَفَاء

غَابَتِ الْعُقُولُ في لُجَّةِ الْهُيَام

وَسَكَنَ التَّرَهُّلُ الْعِظَام

سَرَتِ السُّمُومُ بِالدّمَاء

اِهْتَزَّتْ الأَزِقَّةُ بِالنِّيَام

الْمَوْتُ تَوَغَّلَ فِي كُلِّ الْخِيَام

زَنَابِقٌ مَشْنُوقَةٌ عَلَى الأَبْوَاب

تَدُوسُهَا الأَرْجُلُ وَ النِّعَال

أُرَاقِبُ أَشْوَاقِي وَالضَّيَاع

آهَاتِي تَتَسَرَّعُ الرَّحِيل

قَبْلَ الأَوَان

فِي قَلْبِي غُرْبَةٌ سَوْدَاء

أَعْمِدَةُ الدُّخَّانِ

تَحْجُبُ الرُّؤَى

وَ الْعَذَابُ الشَّجِيُّ مَخْتَبِئٌ بِالأَحْشَاء

أَنَا الْقَادِمَةُ مِنْ أَعْرَاسِ الشَّمْسِ

أَسْتَجْدِي ضَوْءَ الأَمْس

أَتَذَكَّرُنِي عَابِرَةً الْبُؤْس

أَتَلَمَّظُ شِفَاهاً

جَفَّتْ منَ الْيَأْس

أَرْتَقِبُ غَداً مُشْرِقا بِالأُنْس

شَيَّعْتُ جَنَائِزَ النُّور

وَانْسَابَ حِبْرٌ عَلَى جَبِينِ 

الْوَرَقِ يَئِن

أَخْشَى الْحِرْمَانَ مِنَ الْحُلْم

بقلم رحيمة بلقاس

8/3/2012

سلا // المغرب