لِلْأُفُولِ..لِلْأُفُولِ
لَيْلٌ مَجْنُونٌ كَعَاصِفَةٍ هَوْجَاء
اَلرِّيَّاحُ تُزَمْجِرُ خَلْفَ النَّافِذَةِ
تُصَفِّرُ..تَتَكَلَّمُ..تَصْرُخُ بِالْوَعِيد
ثَائِرَةً..مُثِيرَةً..أَرْعَبَتْ الْجُبَنَاء
اَلأَشْبَاحُ فِي الظَّلاَم
تَتَحَرَّكُ تُخِيف
أَدُسُّ رَأْسِي فِي الْوِسَادَةِ كَالْبَلْهَاء
طَنِينٌ بِجَوْفِي
يُأَرِّقُنِي..يُزْعِجُنِي
ذُهُولٌ وَ دَهْشَةُ الإِنْتِظَارِ الْجَوْفَاء
طُفُولَةٌ فِي الشَّوَارِعِ
لَمْ تَعُدْ مَرَحٌ وَلعِب
لَمْ تَعِ أَبَداَ رَوْعَةَ
الْمَرْحَلَةِ الْبَيْضَاء
وَشَبَابٌ.. طَاقَةٌ وَعَزْم
يَجُوسُ الْقَفْر بِالْقَفْر
مُقْبَرُ فِي قَبْوٍ كَالْقَبْر
مُتَحَرِّقاً..يَتُوقُ ..وَيَتُوق
وَالأَبْوَابُ مَوْصُودَةٌ
لاَ تُفْتَحُ ..وَيَمُرُّ الْعُمْر
هَدْراً.. وَهَدْر
اَلأَحْلاَمُ تَذُوبُ فِي سَرَابٍ مَوْجُوع
نُزُوعٌ وَطُمُوحٌ..وَ التَّيْهُ فَي السَّدِيم
كَالْمُسْتَحِيلِ..كَالصَّخْرِ
نَجُوبُ الرِّيح
جُمُوحُ الأَجْسَادِ..لَهْفَةُ الأَرْوَاح
غَلَيَانُ الأَعْمَاق..ثَوْرَةُ الْبُرْكَان
صِرَاعٌ وَصِرَاع..وَالْمَدُّ زَاحِف
اللَّهْفَةُ نَارٌ وَلَظَى
مُتَوَهِّجَةٌ فِي زُرْقَةِ الْوِجْدَان
اِنْكِسَارُ الْجَوَارِح
عُمْقُ الْجِرَاح
وَالطُّرُقَاتُ تَضْمُرُ..وَتَضْمُر
تَطُولُ اللَّيَالِي
يَزْدَادُ الدُّجَى حُلْكَةَ
تَتَهَاوَى النُّجُومُ
تَنْطَفِئُ الأَنْوَارُ
الصَّخَبُ صَمَّ الآذَان
اَلْجُوعُ يَعْوِي بِالأَحْشَاء
تَشَرُّدٌ..تَسَكُّعٌ
أَجْسَادٌ تَتَآكَلُ بِصَدَإِ الأَيَّام
اَلصَّفِيحُ يُلاَحِقُ الْقُصُور
يُنَافِسُهَا تَمْتَدُّ فَيَمْتَدّ
تَتَعَالَى وَتَنْتَشِر
يَسْرَحُ وَيَسِيح
بِرَوْنَقِ الْعُمْرانِ يَسْتَهْتِر
وَلِلْإِنْسَانِ لاَ يَكْثَرِت
يَجْتَثَّ الْجَمَالَ وَالأُصُول
فُرُوعٌ سَرَتْ تَحْتَ التُّراب
تَتَمَادَى جُذُورٌهَا
مِنْ تحْتِ الْحُصُون
سَتَقْتَلِعُهَا وَ تُحَطِّمُ الْجُسُور
هَمَزَاتُ عُمْرِي
أُوقِدَتْ كَالشُّمُوع
تَعَالَتْ.. تُمَزِّقُ السُّكُوت
اِخْتَرَقَتْ الصَّمْتَ وَالْجُمُود
اَلزَّمَانُ يَدُور
وَالْمَقَاعِدُ تَغْرَقُ وتَزُول
تَتَسَاقَطُ كَالنَّيَازِكِ
مُشْتَعِلَةً تَحْتَرِقُ وَ تَنْدَثِرُ
فَهَلِ التَّارِيخُ سَيَعُودُ؟؟
لِيُغَيِّرَ سِكَّةَ الْهُبُوطَ!
فَلَكَمْ كَانَ يَكْفِينِي !
أَنْ أَفْرَحَ بَلَيَالِكَ
يَنْفُتُهَا الْعَصْرُ خَارِجاً
لِلْأَفُولِ...لِلْأُفُول!
بقلم رحيمة بلقاس
18 / 3 /2012
سلا = المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق