الاعضاء

الخميس، 19 ديسمبر 2013

أيتها الأضواء

أيتها الأضواء

أيّتها الأضواء الشوارد..
هذه ذراعي !
توسدي واغفي!
كما الرضيع على صدري

تتوقد الأيقونات
تسرج المدى
لهيب الأشواق..
يردّد صدى اللهفات
هتافي نيران..
فلا تخمدي!
الدمع بحر المنايا..
يذرف المنى..

النور يحترق..
بسرايا الشفق..
يتصيّد الندى ..
الزاهر في كل الساحات ..
في قفص المسافات
صقيع الهوى الذائب في دمي
نثيث المزن
شهي المورد..
فهذه ذراعي !
توسدي واغفي!
كما الرضيع على صدري


رحيمة بلقاس

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

رحيل ملاك


رحيل ملاك

لعلّك الوجه الشريد
في محطات الوريد
هكذا خنت ظلّي
الرابض في ردهات الطريق
بنياط الهجر أدميت صدري
لأجل غير مسمى
لوّحت بالصدّ
هكذا تنتحر عينيّ
تدوّي بالجراح
فيحيا فؤادي على نار ذكرى
تتهاوى الليالي في غيابك
والغواسق تداني
أيا رفاقي
لا تسألونني... ألاّ أبالي
تواسونني وتعزونني
فقاموسي لا يحتوي
حروف النسيان
كيف أسلوها ؟
وهل لي في جواها
نعمة السلوان؟
القيظ شامخ العنفوان
أودع سديم الجحيم
في القلب والوجدان
في عمق ترحالي
مزّقتِ شرنقة المهج
تطايرت اللظى بشظايا ظلالي
لا برهة أمل بعدك
لا ولا ولن تزهر في دروبي المحن
عناويني والأماني
أعاتب المنايا
لِمَ اختارت جوهرة العقد؟
لِمَ عرّتْ جيديَ
أمام عواتي المعصرات
انفرطت حبات الأسى
رتّلت ألحان العدم
ومرارة أثقلتني
بغصات موغلة الانتهاك
رشقتني البُرح
بسهام الفراق
فكيف للموت أن توشّح
جسدك البضّ الأسيل؟
كيف ترتضي
أن تدثرك بستار الرحيل؟

رحيمة بلقاس

الأحد، 15 ديسمبر 2013

أي عيد بعدك؟


أي عيد بعدك ؟

أَوَ تسألني ؟
وقد نسجنا الحكاية معا
فلم العتاب
ولم الغياب
هذه ضفائر البعاد
أرسلتها
بعدما مزقت أوراق الوصال
كل الأبواب مشرعة لهواك
كل النوافذ
لا تزال تذكر نداك
وهذي الجدران تثرثر همسك
كيف أنسى ذكراك
نسيم البيضاء يحملني إليك
أتضوع من ترابها شذاك
ينوح الصمت بين يدي
سكنت رنات هاتفي
ونبض قلبي يدق حنينه
يطوق أمسيات
تلوّنت بسحر محياك
لا خلاص من وجع الحكاية
تجدل فصول القصيدة
تقبر في الروح
ليالِ بلا عيد
بلا بهجة
تسألني عنك
عن صمت علّقته وشاح شجن
ارتديت أسماله
على كتفي أضعه
وفي شرفة الانتظار
تعلّقت عيناي
فلا تسألوني عنه
عن الغياب
عن دمع احترق
تصاعد أدخنة
تدندن الآه

رحيمة بلقاس

السبت، 14 ديسمبر 2013

لِمَ الحزن؟


لمَ الحزن؟

على قيد حنين
ألثم ثغر الأماني
حيث تنبث الكروم
من قوافي البوح
شهدا في باحة صدري
وترسم النجوم
عناقيدها زمردا
يرصع عيوني
فلا غيرك تراه
على قيد همس
أحرفي تحيك للقمر
وشاح نور
على كتفي يتوسد سناه
وفي قلبي يشع بهاء
فلم الحزن؟
والبدر ما غادر السماء
نايات الرحيل
كسّرت لحن السفر
طفقت للوصال تشدو الغناء

رحيمة بلقاس

الخميس، 5 ديسمبر 2013

خيوط فجر تعثرت



خُيُوطُ الْفَجْرِ تعَثرَتْ

اَلزَّمَنُ تَوَقَّفَ بِالْغَسَق
اَلْوَجَلُ وَالصَّمْتُ مَنْفَى
وَالْقَلْبُ وَجِيفا
وَالدَّرْبُ يَضُجُّ كَئِيبا
سَارَتِ الأَوْقَاتُ نَزِيفا
لاَ فَرْقَ بَيْنَ
مَنْ سَاسَ وَلاَ مَنْ سِيسَا
السَّوْطُ عَلَى الْقَفَا نَزِيلاَ
أَسَادَ أَمْ سِيدَا

نَمْشِي بِشَوَاطِئِ الأَسْدَاف
اَلْبَحْرُ بَيْنَ الْمَدِّ وَالْجَزْرِ
بَيْنَ الْمَوْجِ وَ الزَّبَدِ
بَيْنَ الرَّمْلِ وَ الرَّغْوَةِ
نَرْتَشِفُ مِلْحَ الْمَآقِي
وَالنَّوَارِسُ تُظَلِّلُ اللِوَاحِظ

اَلْمَدُّ يَمْحو أَثَرَ الأَقْدَام
وَ الْأَحْرَارُ تَنْدَلِقُ بِإِقْدَام
الْجَزْرُ أَبَى الْحُضُورَا
رَكِبَنَا الشَّدَائِدَا وَ الشِّدَادَا
حَمَلْنَا عَلَى الأَكْتَافِ الْجُثَثَ
تَحْتَ الأَسْوَارِ نَسْتَجْدِي مَدَدَا

حَدَائِقُكَ يَا وَطَنِي
لاَ تَخْلُو مِنَ الأَشْجَار
زُرِعْتَ قُبُورا
أَنْبَتَتْ رَيَاحِينَ وَ وُرُودَا
اَلرِّيَّاحُ تَعْصِفُ بِالأَرْوَاحِ
تُنَاغِي الأَشْجَان
نُرَتِّقُ مَا فُتِقَ بِالأَمْسِ
نَخِيطُ جِرَاحَكَ يَاوَطَنِي
اَلأَسْمَالُ عَلَيْكَ ارْتَهَلَتْ
اَلْعَوْرَاتُ انْكَشَفَتْ
وَخُيُوطُ الْفَجْرِ تعَثرَتْ
حِجَارَةٌ بِالدَّرْبِ ظَهَرَتْ
لكنك اعتدت ركوب الأمواج
ورغبت الصَّعْبَ خَيَارَا

رحيمة بلقاس