لاَ تَجْزَعِي

لا تَجْزَعِي


حَاوَرَتْنِي رُوحِي وَ وِجْدَانِي
قَالَتْ قَدْ اتَّخَذْتُ قّرَارِي
لاَسُلْطَةَ لِي عَلَيْهِ
وَلاَ لَهُ عَلَيَّ حَق
هَامَتِ الرُّوحُ بِطَيْفِهِ
وَالوِجْدَانُ بِهِ تَاهَ يُدَارِي
ظِلَّهُ
هَذِهِ مَشَاعِرِي فَلاَ تُعَانِدِي
لَنْ يَزِيدَنِي ذَاكَ
إِلاَّ إِصْرَار
عَلَى إِصْرَارِي

أَيَا طَيْفاً بِخَيَالِي!
بِاللَّهِ عَلَيْكَ!
قُلْ لِي مَنْ أَنْتَ؟
أَسَرَابُ بِأَوْهَامِي ؟
أَمْ تَرَاكَ قَدَرٌ
تَهَاطَلَ بِعَذَابِي؟
تَعَلَّقَ قَلْبِي بِهِ بِأَحْلاَمِي
أَحْبَبْتْهُ وَحَمَلْتُ أَنْغَامِي
أُنَاجِيهِ بِآمَالِي

خَبَّأْتُهُ عَنْ الْأَنْظَارِ
حَتَّى عَيْنَيَّ حَجَبَتْهْ
عَنْ بُؤْبُئِهَا
بِكِيَانِي
وَالْفُؤَادُ سَدَّ
الْأَبْوَابَ بِإِحْكَامِ
وَالرَّوحُ مِنْهُ تُعَانِي

نَارِالشَّوْقِ تُلْهِبُ أَوْصَالِي
عَلَى مَائِدِةِ الصَّمْتِ
الدَّامِي
 أَغْلَقْتُ ثَوْبِي
عَلَى أَشْجَانِي
حَضَنْتُ جَسَدِي الْمُنْهَكِ
بِإِعْصَارِي
الْمُنْبَعِثِ مِنْ صَهِيلِ الْقَلَقِ
بِانْتِظَارِي

قَالَ وِجْدَانِي لِرُوحِي يُوَاسِي
لاَتَجْزَعِي...لاَتَفْزَعِي
فَأَنْتِ أَسِيرَتَهُ بِأَعْمَاقِي
لاَهُرُوبَ ...لاَتَخَافِي
اِسْتَسْلِمِي...لاَ تُقَاوِمِي
فَقَيْدُكِ مَنْسُوجٌ مِنْ ظَفَائِرِكِ
وَسِجْنُكِ بِجَوَانِحِكِ
وَسَجَّانُكِ بِأَحْدَقِكِ
سَوْطُهُ...أَنْتَ
أَهْدَيْتِهِ لَهُ
فَلاَ تَجْزَعِي ...وَلاَ تَلُومِي
اِسْتَسْلِمِي...لاَ تُعَانِدِي

بقلم رحيمة بلقاس
3/1/2012
سلا = المغرب