زَارَنِي بِالْحُلْم
سَأَكْتُبُكَ عَلَى جُدْرَان الْغُيُوم
رَذَذاً يُعَطرُ الْكَوْنَ الْمَجْنُون
سَأَنْقُشُكَ أَبَجْدِيةً لاَ تَنْتَهِي
مِنْ أَلِفِهَا لِلْيَاء
مِنْ خَيَالِي أُسَطِرُكَ
لَوَحَاتٍ فَن الْجَمَالِ
لاَ تُمْحَى بِمُرُورِ الأَيَامِ
وَلاَ يُغَيرْهَا تَسَربُ الأزْمَان
سَأُرَددُكَ دَبْدَبَاتِ الأَنْغَامِ
لِتَرْقُصَ لَهَا دَقاتُ أَوْشَاجِي
أَرْتَشِفُ مِنْ رَناتِهَا
أَعْذَبَ الأَلْحَانِ
أَنَامُ عَلَى تَرَاتِيلِهَا
وَحِينَ أَسْتَيْقِظُ
تَأْخُذُنِي الْغَفْوَةُ ثَانِي
يُسَافِرُ الصبْحُ بِذِكْرِهِ فَيَنْتَشِرُ
أَرِيجُ الْمِسْكِ عِبْقاً يَنْهَمِرُ
يَسْكُبُ بِالروحِ سَنَا يَزْدَهِرُ
تَأَلقَ الليْلُ بِمَبْسَمِهِ
وَجَثَتِ النجُومُ بِثَغْرِهِ
وَمَضَتِ الْبُرُوقُ بِضَوْئِهِ
فَبَدَى الْبَدْرُ بِوَجْهِهِ
وَهَجاً بِنُورِهِ
تَتَوَضَّأ شِغَافُ الْقَلْبِ
مِنْ شَوَائِبِ الْكَدَر
تَهَجَّدَ الْفُؤَادُ بِمِحْرَابِهِ
وَصَامَ عَنْ كُلِّ الْخَطَايَا يَغْتَفِرُ
فَكَانَ طَيْفُهُ مَزَرا
إِلَيْهِ تَرْكُن
سَاعَةَ الْقَيْظ
وَ الْحَرُّ لَظَى يَحْرٍقُ
لِطَلَلِهِ تُجَالِسُ وَ تَدكُر
تَغَلْغَلْتَ بِأَدْغَالِ دَاكِرَتِي
مَسَحْتَ كُلَّ الرُّسُوم
وَرَسْمُكَ بِهَا مُخَلَّدُ
كَيْفَ أَبْعَدَكَ الْقَدَر؟
وَ بِقُرْبِي مَنْ أَتَمَنَّى بُعْدَهُ
كَيْفَ نَأَى الأَمَلُ عَنِّي؟
وَ امْتَلأَ شَجَناً بِصُرُوفِ الدّهْر
تَمُوجُ بِالْوِجْدَانِ كَمَوْجِ الْبَحْر
تُعَانِقُ السَّحَابَ وَلاَ تَتَبَخَّر
مَدُّكَ بِهِ يَكْبُرُ أَكْثَرمِمَّا تَتَصَوَّر
وَدَمْعُ الْعَيْنِ مَا عَادَ
بِالْمَحَاجِرِ يَتَرَفَّق
زَارَنِي بِالْحُلْمِ وَ الْمِسْكُ
مِنْهُ انُبَرَى
وَجَفْنِي بِالْفَرْحَةِ بَلَّلَ الثَّرَى
فَش\فِيتُ غُلَّةَ حَنِين سَرَى
تَرَبَّصَ بِالْوِجْدَان وَ سَبَى
أَلاَ لَيْتَ عُمْرِي انْقَضَى بَعْدَكَ
فَالْعَيْشُ لاَ يُسْتَصَاغ ُ بِلاَكَ
بقلم رحيمة بلقاس
21/2/2012
سلا//المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق