جِرَاحُ أَوْرَاقِ الزَّمَانِ
إِنْ جَرَحْتَ أَوْرَاقَ الزَّمَانِ بِي
فَدَمْعُهَا سَالَ
رَحِيقاً بِأَوْرِدَتِي
لَنْ تَجِدَنِي
سِوَى عَاشِقَةً
لِطَيْفٍ فِي رُوحِي
دَمٌ يَسْرِي
إِنْ جَرَحْتَ نُورَ الشَّمْسِ بِي
فَضِيَاؤُهَا بِالْقَلْبِ يَرْوِي
سَتَجِدُنِي شَامِخَةً
بِالْكِبْرِيَاءِ أَمْشِي
قَامَتِي تُلاَمِسُ
نُجُومَ السَّمَاءِ
بِأمْسِي وَ غَدِي
إِنْ جَرَحْتَ رُمَّانَ خَدِّهَا
فَقَلْبِي بَلَفْحِ الْمِلْحِ يَكْوِي
إِنْ أَمْطَرْتَ فُؤَادَهَا
سِهَاماً قَاتِلَةً تُرْدِي
فَبِالْوِجْدَانِ
سُيُوفُكَ رَعُوداً تُدَوِّي
أَطَلَّ الْحُلْمُ بِجِرَاحِكَ يُقْصِي
صَفَاءَ الْجَوَانِحِ وَ الْغُبَارُ يَرْثِي
كَدَرَ الْخَفَقَاتِ
بَعْدَمَا كَانَتْ بِالطُّهْرِ تَجْنِي
أَزْهَارَ الآمَالِ فِي الآفَاق
تَظْهَرُ للْعِيَانِ تَرْوِي
حَشَدْتُ أَمْوَاجَ الْبَحْرِ
عِطْراً بِقَارُورَةِ أُنْسِي
لِأَسْكُبَهَا أَرِيجاً بِقَلْبِكَ يَمْحِي
غَمَاماً تَكَوَّمَ
حَوْلَ نَسْغِي يُدْمِي
لِحُرْقَةِ مُصَابِهَا يَبْكِي
فَأَنَا أَأْبَى لِنَفْسِي أَنْ تَبْنِي
عَلَى أَنْقَاضِ الْجِرَاحِ قَصْرِي
أَحْبَبْتُ الْجِرَاحَ مِنْكَ
وَ لَوَّنْتُهَا دَمِي
رَسَمْتُ لَوَحَاتَ الْجَمَالِ
بِحِبْرِهَا رَوْنَقاً يُعْمِي
بِنُورِهِ الأَحْدَاقَ
وَيُعِيدُ لَهَا
نِعْمَةَ الإِبْصَارِ بِسِحْرِي
أَيَا بَحْر !
بِمَدِّهِ وَ جَزْرِهِ يَرْمِي
الْوِجْدَانَ بِصُرُوفِ الدَّهْرِ يَكْوِي
تَارَةً سِهَاما
تُصِيبُ الأَعْمَاقَ وَتُشْجِي
وَتَارَةً بِسَخَائِهِ
وُرُوداً للِرُّوحِ يَهْدِي
غَادَرْتُ الْجِرَاحَ
بِلاَ عَوْدَةٍ أَمْضِي
أُهَدْهِدُ أَحْلاَمِي
بِآمَالِ مَهْدِي
وَالصَّبَابَةُ بِالْقَلْبِ مَاعَادَتْ تُضْنِي
بَلْ نَسَمَاتُ
هَوَى أَعَادَتْ للِنَّبْضِ سِحْرِي
عُذُوبَةُ الشَّهْدِ نَدَى
انْهَمِرَ مِنْ بَتَلاَتِ الرُّوحِ يُشْفِي
أَسْقَامَ الأَسَى
وَ الْحُزْنِ يُجْلِي
بقلم رحيمة بلقاس
1/2/212
سلا // المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق