أَفُكُّ طَلاَسِيمَ تَعَاوِيذَكَ
أَبْتَعِدُ مِنْكًَ وَتَقْتَرِبُ
أَهْرُبُ وَ تَدْنُو
تَنْهَمِرُ بِشِغَافِ قَلْبِي
كَالْمَطَرِ
أَطْرُدُ مَلاَمِحَكَ فَتَرَسُخُ بِظِلاَلِي
تَرِسُمُكَ نُوراً بِظَلاَمِي
مَذْعُورَةُ حَدَّ الدَّهْشَةِ
حَائِرَةٌ حَدَّ الْحَسْرَةِ
آهٍ لَوْ تَدْرِي مَافَعَلَ
بِي هَمْسُكَ!
تَهَاطُلُ نَبَرَاتُ صَوْتِكَ!
حَنَانُكَ وَ عُذُوبَةُ رِقَّتِكَ!
حَيْثُمَا تَوَارَيْتُ
أَلْفَيْتُ طَيْفَكَ
أَسْمَعُ نَبَضَاتُ قَلْبِي
تَهْتِفُ بِاسْمِكَ
أَتَسَاءَلُ وَتَتَنَاسَلُ الْهَمِزَاتُ
بِذِهْنِي
أَتِيهُ بِأَفْكَارَي
أُشْغِلُهَا عَنْكَ
فَتَأْبَى أَنْ تَنْشَغِلَ إِلاَّ بِوَجْهِكَ
عَلَّقْتَنِي نَجْمَةً بِالسَّمَاءِ
تُرَاقِبُ سَكَنَاتَكَ
تَحْرُسُ أَطْيَافِكَ
تَخْشَى عَلَيْكَ مِنْ نَسِيمِ
الْهَوَاءِ إِنْ مَرَّ جَنْبَكَ
جَعَلْتَني الأَسِيرَةُ بِقَصْرِكَ
اِقْتَحَمْتَ قِلاَعِي
أَطَحْتَ صَرْحَ حُصُونِي
خَرَّبْت صَفْو كِيَانِي
مَسَحْتَ هُدُوئِي
جَرَّدْتَنِي مِنْ سُكُونِي
مِنْ رَتَابَةَ زَمَانِي
سَحَرْتَنِي بِأَلْوَانِ قُزَحٍ
فَانْبَهَرَتْ أَحْدَاقِي
وَ نَسَيتُ لَوْنَ أَيَّامِي
لِأَلْبَسَ أَلْوَانَكَ
تَسَلَّلْتَ كَالضَّوْءِ إِلَى أَعْمَاقِي
عَانَقْتَ دِمَائِي
رَسَمْتَنِي نُوراً سَاطِعا
بِأَبْرَاجِي
لَوْحَةً مُزَرْكَشَةً
تُحْفَةً بأَفْلاَكِكَ
أَيُّ سِحْرٍ هَذَا امْتَلَكْتَهُ؟
أَيُّ طَاقَةٍ سَخَّرْتَهَا ؟
لِتَشُدَّنِي حَدَّ التَّفَانِي!
لِتَجْذِبَنِي مِغْنَاطِيسِيَّتُكَ
حَدَّ انْتِهَائِي؟
تَنْهَارُ كُلَّ ثَكَنَاتِي
وَتَسْتَسْلِمُ لأَقْدَارِي
أَفَبَعْدَمَا كُنْتُ مَلِكَةَ مَكَانِي؟
وَجَدْتُنِي أُصَارِعُ تَعَاوِيذَكَ
أَفُكُّ طَلاَسِيمَهَا
أَسْتَرْجِعُ حُرِّيَّتِي
أَكَسِّرُ قُضْبَانَ أَقْفَاصِكَ!
بقلم رحيمة بلقاس
14/2/2012
سلا // المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق