حِوَارٌ مَعَ النَّفْسِ
صَرَخَتُ بِصَمْتٍ
ثَائِرَةً عَلَى النُّوَّاحِ
صَرَخْـتُ بِكُلِّ وَجَع
أَكْتُمُ ذُلَّ الصِّيَّاح
صَرَخْتُ بِسُكُوت
أَتَحَدَّى الآلاَم
صَرَخْتُ بِكُلِّ حَنِين
أُدَارِي الأَنِين
صَرَخْتُ وَ لاَ مِنْ مُجِيب
حُرْقَة وَ حَسْرَ
وَ شَوْق بِالأَحْشَاءِ جَمْرَة
رَحَلْتُ بَعِيداً عَنْكَ
لَكِنَّ قَلْبِي عَنْكَ لَمْ يَرْحَل
غَادَرْتُكَ
وَأَبَى أَنْ بِهِ تَسْكُن
أَنْتَ الْحُبُّ وَ أَنْتَ الْهَوَى
أَنْتَ مَنْ احْتَضَنَكَ الْوِجْدَان
رَغْمَ حُرْقَة وَ لَوْعَة الْجَوَى
هَا قَدْ هَجِرَنِي الْفَرَح
بَعْدَ أَنْ كَانِ يَهْوَانِي
قَتَلَ الْبَسْمَةَ بِثَغْرِي وَ رَمانِي
للِشَّجَنِ بَيْنَ طَيَّاتِهِ نَسَانِي
هَا قَدْ قَتَلَنِي
بَعْدَ أَنْ كَانَ يَتَمَنَّانِي
سَرَقَ الرُّوحَ وَ أَرْدَانِي
خَلْفَ سُحُبِ الْغُبَارِ وَأَدَنِي
مَا بَكِيتُ يَوْماً وَ لاَ شَكِيتُ
قَطَعْتُ الْمَسَارَ وَ مَا دَرِيت
تَحَمَّلْتُ الآلاَم
وَ اللَّحْنُ بِالآذَانِي وَجِيع
لَمْلَمِتُ أَوْصَالِي
أَتَخَطَّى مِحَنِي
أَتَجَاوَزُ جُسُورَ صِرَاعَاتِي
أَهْرُبُ مِنْ سِجْنِ حَيَاتِي
لأَسْقُطَ بِظِلاَمِي
تَحَوَّلَتْ حِكَايَتِي مَعَ نَفْسِي
لأَلْفِ أُحْجِيَّة
أَهِيَ أُسْطُورَة أَلْف لَيْلَة وَ لَيْلَة؟
أَمْ حِكَايَاتُ شَهْرَزَاد لِشَهْرَيَار؟
طَلَعَ صُبْحَهُمَا
وَ صُبْحِي طَفَس
غَرِقْتُ بِبَحْرِ الْعَدَم
وَ الدُّجَى عَسِعَس
لاَزِلْتُ أُقَاوِمُ
لاَ زَالَتِ الْمَجَاذِيفُ بِيَدِي
وَبَرِيقُ الأَمَلِ رَفِيقِي
تَعَلَّمْتُ أَنْ أُوَاصِلَ الْمَسِيرَ
أَلاَّ أَنْحَنِي
وَ أَتَحَدَّى كُلَّ عَسِير
أَنَا الصَّبْرُ
أَنَا الْكِفَاح
أَنَا الْكِبْرِياء
وَ تَخَطِّي الصِّعاب
أَنَا الْمِشْعَلٌ وَ الْفَنَار
أَنَا الضَّوْءُ وَ النُّور
فِي دُجِى اللَّيَالِي الْقِتَام
ثَوْرَةُ الْبُرْكَان
وَبُرُوقُ الآمَال
وَ أَمْوَاجَ الصُّمُود
وَ نِدَاءَاتُ الْكَرَامَة
اَلْعُنْفُوَانُ وَ الشُّمُوخ
فَتَحْتُ أَبْوَابِي
عَانَقْتُ الشُّمْوس
غَادَرْتُ الأَمَاسِي
رَكِبْتُ الْجُسُور
عَبَرْتُ للِشُّرُوق
لِلْفَجْرِ الْمُضِيء
للِضَّوْءِ الْمُشِعِّ
بِالأُفَقِ الْوَضِيء
بقلم رحيمة بلقاس
19/2/2012
سلا // المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق