مَاجَ بِهِ الْوٌجْدُ
مَاجَ بِهِ الْوُجْدُ وَ مَشَى
هَفْهَفَ الْفُؤَادُ مَا دَرَى
أَذَابَ صَقِيعَ الْبَيَاضِ
فَهَلْهَلَ قَلْبِي رَاجِفَا
فِي سَفْحِ الْغَفْلَةِ
مَشَيْتُ الدَّرْبَ وَاجِفَا
دَقَّتْ أَجْرَاسٌ عَلَى نَحْرِي
غَيْبٌ أَتَانِي مُنْذِرَا
بِسَمَائِي غَيْمَةٌ تَسْبَحُ طَائِشَة
تَتُوقُ أَحْدَاقِي لِزَخَّةٍ مَاطِرَة
تُزِيلُ غُبَارَاتٍ عَالِقَة
تَمَشَّقَ الْوِجْدَانُ دَبِيبَهُ وَلَعَا
لِيَصْهَدَ بِبَرِيقِهِ مَتَدَفِّئَا
حَنَايَا الأَعْمَاقِ ارْتَعَشَ
اَلْهُمُومُ وَ الأَشْجَانُ عَنِّي رَحَلاَ
حَمَلْتُ الْقِيتَارَةَ وَ الأَلْحَانَ
أَصَابِيعِي بِالأَوْتَارِ عَزَفَ
للِطَّيْرِ...لِلْبُلْبُلِ أَنْشَدَا
هَبَّ نَسِيمُ السِّحْرِ
وَ كِيَانِي انْتَعَشَ
نَسِيتُ الضَّجَرَ وَ الْحُزْنَ وَ الأَلَمَ
مَضَيْتُ أُرَافِقُ الْقَمَرَ
هَلَّ الرَّبِيعُ وَ الْخَرِيفُ عَنِّي هَجَرَ
هَسْهَسَةُ اللَّيْلِ فِي مَنَامِي فَرَحَا
حَلَّقَ الْفَرَاشُ صَوْبَ الشَّمْسِ
اِخْتَرَقَ الرَّوَابِي وَ سَطَعَ
تَنَاثَرَتْ أَلْوَانُهَا بَهْجَةً وَ رَوْنَقَا
بَسْمَةٌ عَلَى ثَغْرِي رَسَمَ
قَهْقَهَ الأَمَلُ بِسَاحَاتِي وَاسْتَنْشَقَ
اَلْعَبِيرِ بِالشَّدَى فَاحَ نَشِطَا
بَلَّلَ تُوَيْجَاتَ الْوُرُودِ قَطْرُ النَّدَى
فَتَفَتَّحَتْ بِالحُبِّ وَالسَّنَا
اَلرُّوحُ غَادَرَهَا الرَّدَى
عَانَقَتِ الْحَيَاةُ وَالْقَلْبُ مُفْعَمَا
هَوَاهُ يُرَدِّدُهُ مُهَلِّلاَ
جَاءَنِي نَسِيمَهُ مُحَمَّلاَ
بِالسَّعَادَةِ ...بِالنُّورِ مُجّمَّلاَ
أَنَا قَطْرَةُ النَّدَى مِنَ السَّمَاء
فَرْحَةٌ تَنْقُشُ الْهَنَاء
بَذْرَةٌ بِالصَّحْرَاءِ سُنْبُلاً نَمَا
بِقِمَمِ الْجِبَالِ مَنْبَعٌ سَرَى
بَيْنَ الرَّوَابِي جَدَاوِلٌ وَ نَهْرٌ جَرَى
عَلَى ضِفَافِهَا وَرْدٌ وَ زَهْرٌ عَلاَ
فَوْقَ الأَشْجَارِ وَعَلَى الأَغْصَانِ
اَلْعَصَافِيرُ وَ الْبُلْبُلُ شَدَى
أَنْغَامُ السُّرُورِ وَ الْهَوَى
اِنْسَكَبَ بِالْوُجْدِ نَجْمٌ هَوَى
ضِيَّاءٌ وَ بَهَاءٌ لَمَعَا
بقلم رحيمة بلقاس
22\4\2012
سلا \\ المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق