بِالْعَهْدِ نَحْفَظُ لَهُ الذِّكْرَى
عَلَى غُصُونِ اللَّيْلِ نَفَخَتِ الرِّيح
هُمُومِي أَرْحَبُ منْهُ وَ أَشْسَع
ضَاقَ بِهَا وَ مَا اكْتَنَفَهَا
فَبَاتَتْ بِهِ تَشْهَد
تُشَارِكُ النَّجْمَ وَالْقَمَر
حُلْكَتَهُ وَ تَسْهَر
عَلَى كُلِّ غُصْنٍ عُصْفُورُ شَوقٍ
يُسْجِي لَحْنَ الأَسَى
اَلْأَرَقُ يَدُسُّ أَنَامِلَ اللَّظَى
أَوْصَالِي تَتَمَايَلُ وَ كَأَنَّهَا
تَشْتَهِي الضَّنَى
مَا زِلْتُ عِنْدَهُ أَحْصُدُ الْعَنَاء
أَتْمَرَ وَ تَدَلَّتِ الْعَنَاقِيدُ فَأَيْنَع
اَلْمَطَرُ الأَسْوَدُ يُغْلِقُ أَبْوَابَ السَّنَا
غُسْمَةُ الْغَسَقِ وَ الدُّجَى بَدَا
أَهْرُبُ مِنِّي إِلَيْكَ
أَهْرُبُ مِنِّي بِكَ
أَيُّهَا الْهُرُوبُ أَنْتَ أَكْبَرُ
مِنْ أَنْ تَحْتَضِنَ فِرَارِي
وَ إِلَيْكَ أَرْكُنُ
أُكَلِّمُكَ حَتَّى ضِقْتُ بِكَلِمَاتِي
أَصْمُتُ فَيُجَافِينِي صَوْتِي بِصَمْتِي
عَاتَبْتُهُ فَعَاتَبَنِي
أَسْتَجْدِي الْهُرُوبَ فَيُعَاوِدُنِي
الْحَنِينُ إِلَيْهِ فَلاَ تَلُومُنِي
ذَاكَ الْكِبْرِيَّاءُ
دَاسَهُ قَبْلَ أَنْ يَدُوسَنِي
سَقَطَتْ قَطْرَةُ النَّدَى
عَلَى خّدِّ الرُّمَّانِ تَسَرْبَلَتْ
فَتَشَقَّقَ بِالْجَفَاء
عَبْرَ ثُقُوبِهِ تَسَرَّبَتِ الشَّمْسُ
لِتَمْحِي آثَارَ التَّرَى
فَوْقَ الْبَتَلاَتِ لَمَعَ دَمْعَا
يَعْكِسُ النُّورَ وَ السَّنَا
اِنْحَنَتْ زَهَرَاتُ الرُّمَّانِ
شَاكِرَةً وَقَلْبُهَا بَكَى
هَلْ كَانَ ذَاكَ
الْعَابِرُ مِنْ هُنَا شَبَحَا
تَاهَ بِصَحْرَاءٍ وَمَضَى
لَمْ يَجِدْ سِوَى صُبَّاراً تَصَبَّرَ
مَاتَ عَطَشاً وَ مَا اشْتَكَى
لَمْ يُضِيرُهُ الظَّمَأُ
لَكِنَّهُ أَلَمٌ وَ سَقَمُ
يَرْقُصُ الطَّيْرُ الذَّبِيحُ أَلَمَا
وَيَتَشَدَّقُ الثَّغْرُ
وَ الْعَيْنُ تَبْكِي دَمَا
قَدْ نَتَذَكَّرُ الَّذِي أَذَى
بِالْعَهْدِ لَهُ نَحْفَظُ الذِّكْرَى
لَنْ نُبَاذِلَهُ لاَ وُدّاً وَ لاَ حِقْدَا
بقلم رحيمة بلقاس
17\4\2012
سلا \\ المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق