مُعَطَّلُونَ وَ عَوَانِس
ثَمَّةَ كَلْمَاتِ تَتَعَثَّرُ بِالْحِبَالِ الْقَاسِيَّة
أَجْنِحَةٌ مَكْسُورَةٌ تَجْهشُ بِالطَّيَرَان
مِنَ الْوَجَعِ تَتَسَابَقُ ضَئِيلَةَ الْخَطْوِ بَطِيئَة
تَمِيلُ الْفَزَّاعَاتُ لِمُغَازَلَةِ الطُّيُورِ
الشَّقِيَّة
قُطْعَانُ الْعَطَالَةِ يَعْبُرُونَ الْحُقُولَ الشَّجِيَّة
عَواَنِسٌ عَلَى الرُّفُوفِ مَنْسِيَّة
سَنَابِلُ الشَّيْبِ خَضَّبَتْ الْوُرُود الزَّاهِيَّة
قَضَوْا رَبِيعَهُمْ بَيْنَ أَوْرَاقِ الْعِلْمِ
النَّدِيَّة
كُهُولَةُ الْمَعَانِي تَقْرَأُ الأَفْكَارَ الْبَهِيَّة
خَلْفَ الأَنِينِ يُنْشِدُونَ الْعَلِيّة
قَوَافِلُ الْمُعَطَّلِينَ وَ الْعَوَانِس
يَرْتَعْنَ بِالرِّحَابِ وَ الْعُيُونُ سَجِيَّة
عَلَى أّدْمِغَتِهِمْ سِيَاطٌ غَبِيَّة
مَجَامِرُ الآهِ تُلْهِبُ الأَغْوَارَ
بَيْنَ شَهِيقِ وَ زَفِيرِ
تِيَّارَاتٍ تُمَزِّقُ الأَوْعِيَّة
وَتَنْدَى لَهَا الْجِبَاهُ الأَبِيَّة
حَيْرَةٌ تَتَأَبَّطُ الأَسْئِلَةَ الأَزَلِيَّة
وَ السَّعْيُ يَشُقُّ طَرِيقَ الأَبَدِيَّة
لاَ تَرَاجُعَ عَلَى عَيشَةٍ راَضِيَّة
كَزُهُورٍ نَمَتْ بِضَرِيحٍ
مَهْجُورٍ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ الْعَتِيَّة
عَلَى مَقَاعِدِ الْعُمْرِ يَحْصُونَ الأَوْقَاتَ
الْعَصِيَّة
اَلظُّنُونُ مَحْصُورَةً بِالْيَقِينِ
وَ الْوُعُودُ كِذْبَةٌ مُضْنِيَّة
يَرْتَدُونَ الْخَيْبَةَ قُمْصَاناً وَ بَلِيِّة
أَزْرَارُهَا تُعْكَسُ عَلَى وُجُوهٍ مَرْثِيَّة
نَعَسَتْ الْمَصَابِيحُ بِالْجَفْنِ الْكَئِيبِ
آخِرُ وَمَضَاتِهَا بِقَلْبٍ كَسِير
غَضُّ الْخَفَقَاتِ وَ النَّبْضُ بَطِيئ
مَنْ يَزْرَعُ الْحَرَكَة بِالأَطْيَافِ الأَسِيرَة؟
مَنْ يَمْسَحُ الدَمْعَةَ عَنْ عُيُونٍ حَسِيرَة؟
مَنْ يُفَسِّرُ بَرِيقَ الصَّوْتِ
بِحَنَاجِرٍ ذَبِيحَة؟
مَنْ يَجْمَعُ الْحُرُوفَ مِنْ صَفَائِحِ الشَّمْسِ؟
يَبُثُّهَا بِأَلْسِنَةٍ عَقِيمَة؟
مِنْ شِفَاهٍ بَارِدَة
مِنْ طِينٍ مُبْتَلٍّ بِالدَّمْع
مِنْ بِنْزِينِ الدَّم
مِنْ عُودِ ثِقَابِ الأَلَم
مِنْ رَذَاذِ الْوَجَعِ وَ الْكَفَن
مِنْ تِرْحَالٍ
بَيْنَ تَضَارِيسِ الْيَأْسِ وَ الشَّجَن
مِنْ مَنَاهِلِ الْعِلْمِ
مِنْ أَوْرَاقِ الْعَقْلِ وِ الْوَعْيِ
تَصْدُرُ أَصْدَاءُ وَ أَنْغَامُ الأمَل
جَرَادٌ الْتَهَمَ أَثْدَاءَ الْفِكْرِ
قَتَلَ النُّبُوغَ بِالْجُمُود وَ النَّوْم
صَمْتٌ يَعْتَلِي تَارِيخَ اللَّيْل
وَ الْخَجَلُ يَنْهَشُ أَجْسَادَ الضَّوْء
نَتَبَرَّأُ مِنْ مَجَاذِيفِ الْعَتَمَة وَ الْجَهْل
بقلم رحيمة بلقاس
23\4\2012
سلا \\ المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق