ملح عيني
هرول ماء البحر من عيني
منهمرا على وسادتي
وزفراتي تتطاير بآهاتي
مقرحا خد رماني
والكحل لون ورداتي
لوث وجنتي
نقش أزقة بوجهي
ألعب لعبة الغميضة
على ضفاف شطآني
لا أثقن الاختباء
ولامنك تمكن قلبي
من الاختفاء
أتيتك متدفقة بحرا
وغادرتك متدحرجة خلفا
لا تهتم بسخاء اليم مدا
ولا ببخله علينا جزرا
هدير أصواته تصم المدى
ويرددها بالأنين الصدى
فغزارة مائه في تلاطم
موجه
وقوته في ارتفاع صهيله
صلب فؤادي صخر
لكنه تفتت من توالي اللطم
الجبال من السيول تهدم
جلاميدها على السفح تحطم
أدمنت ماء الملح أثملتني
ونسيت شهد العسل
لست سوى عصفورة
مبللة الجناحين
تظلل فراخ العش
وترتجف من قساوة البرد
تهاطلت بزخات الشوق
شهقة العطر من بتلات الزهر
أريجها انتشر طهرا
وهي بالحزن تذبل كدرا
انتميت لجزيرة العشق
كان الشوق رفيقي
والانعتاق أملي
اكن الهجر شقيقي
والأشجان انتمائي
غادرتني أفراحي
وغدوت خل أحزاني
سأظل فراشة بأوطاني
أتنقل بين أوراق أشجاري
فحبك ولادة عمري
وموتي به ...ستكون نهايتي
قبل أن أعي ميلادي
بقلم رحيمة بلقاس
26/11/2011
سلا= المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق