ذات مطر وذات أمل!
ذات مطر
تهاطل الحلم
والثرى اعتمر
اكتظ بغصون التمني
تطاولت والقلب اغتمر
احتدم به الوطيس
فاستباحه العبق المنهمر
تضوع فجرنا
لكن الخيبات باغتت
ضوءه الهرم
من ذا يعطر سبأ بلقيس؟
ويزين صبحها بجوهرها النفيس؟!
تسامى في الطيش وهم
كهدهد لا يطير
حطّ على أعمدة الضجر
يراقص الرصاص
العازف على الوتر
ذات معجزة
السماء تلبس القمر
في اكتماله بدر
قد كبر
يضيء ليلنا
بأنوار لن تندثر
يهدينا أغنية
لحناجر الشجر
كالندى على العشب
ينتشر
يعمّد الرمش بأنجلاء
هذا الوجع
تتنامى شهقات الأوراق
فتخلع الصفرة عن لحائها
وبالنضارة تغتبق
ذات لهب
يركبه الكون
ويشوي الصمت
الكاتم للنفس
أيّ جراح تلك ؟
التي بدبابيس التبخيس
تخيط أجنحة المدى
الكسير؟!
تلتهم عقارب الآفاق
وتخبو على زمن الافتراض
في أرحام العدم
ترفض شروق الشمس
من خبائها
تهزم السديم
في عقر الشجن الطليق
ذات أمل
بين دفات الرّيح
ودماء الشهيد
نلملمه من أوراق الخريف
ونسطر من حبره
سطور التاريخ
بنقاط من ذهب
تعدم الظلام
وتنكشف الحجب
تدثري أيتها الأيام
بنعمة الأريج
ما فارق النور
عيون الأزهار
وأمهاتنا لازالت تلد الأحرار
ليرفعوا رايات اليقين
ويموت الشك
في ليلهم البهيم
رحيمة بلقاس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق