خُيُوطُ الْفَجْرِ تعَثرَتْ
اَلزَّمَنُ تَوَقَّفَ بِالْغَسَق
اَلْوَجَلُ وَالصَّمْتُ مَنْفَى
وَالْقَلْبُ وَجِيفا
وَالدَّرْبُ يَضُجُّ كَئِيبا
سَارَتِ الأَوْقَاتُ نَزِيفا
لاَ فَرْقَ بَيْنَ
مَنْ سَاسَ وَلاَ مَنْ سِيسَا
السَّوْطُ عَلَى الْقَفَا نَزِيلاَ
أَسَادَ أَمْ سِيدَا
نَمْشِي بِشَوَاطِئِ الأَسْدَاف
اَلْبَحْرُ بَيْنَ الْمَدِّ وَالْجَزْرِ
بَيْنَ الْمَوْجِ وَ الزَّبَدِ
بَيْنَ الرَّمْلِ وَ الرَّغْوَةِ
نَرْتَشِفُ مِلْحَ الْمَآقِي
وَالنَّوَارِسُ تُظَلِّلُ اللِوَاحِظ
اَلْمَدُّ يَمْحو أَثَرَ الأَقْدَام
وَ الْأَحْرَارُ تَنْدَلِقُ بِإِقْدَام
الْجَزْرُ أَبَى الْحُضُورَا
رَكِبَنَا الشَّدَائِدَا وَ الشِّدَادَا
حَمَلْنَا عَلَى الأَكْتَافِ الْجُثَثَ
تَحْتَ الأَسْوَارِ نَسْتَجْدِي مَدَدَا
حَدَائِقُكَ يَا وَطَنِي
لاَ تَخْلُو مِنَ الأَشْجَار
زُرِعْتَ قُبُورا
أَنْبَتَتْ رَيَاحِينَ وَ وُرُودَا
اَلرِّيَّاحُ تَعْصِفُ بِالأَرْوَاحِ
تُنَاغِي الأَشْجَان
نُرَتِّقُ مَا فُتِقَ بِالأَمْسِ
نَخِيطُ جِرَاحَكَ يَاوَطَنِي
اَلأَسْمَالُ عَلَيْكَ ارْتَهَلَتْ
اَلْعَوْرَاتُ انْكَشَفَتْ
وَخُيُوطُ الْفَجْرِ تعَثرَتْ
حِجَارَةٌ بِالدَّرْبِ ظَهَرَتْ
لكنك اعتدت ركوب الأمواج
ورغبت الصَّعْبَ خَيَارَا
رحيمة بلقاس