غَيْمَةُ صَيْفٍ
هَجَرَتْنِي الْبَسْمَةُ
لَذْغَةُ الأَسَى لَسَعَتْنِي
اَلْخَنَاجِرُ بِالْحَنَاجِرِ تَمْضِي
اَلسُّيُوفُ اللَّوَامِعُ
غَادَرَتْ الْغِمْدَ
تَرْسُمُ الأَنْهَارَ فَوْقَ أَرْضِي
مِنَ الْفُرَات إِلَى النَّيلِ
وَمْنْهَا لِأَقْصَى الْغَرْبِ
أَوْقَدَتِ اللَّظَى
أَزْمَعَتْ حَرْقَ السِّلْمِ
اْجْهَاضَ اَيْقُونَاتِ النُّورِ
بِشَمْسِي
اْمْتَهَنُوا الْمَوْتَ
تَعَرَّشَ يَرْكُضُ بِصَدْرِي
أَشْعَلُوا فَتِيلَهَا
أَطْفَؤُوا شَمْعِي
رَكِبُوا الْمُقَدَّسَات مَطِيَّةً
أَسْرَجُوهَا لِأَهْوَائِهِمْ
يَرْسُمُونَ الزَّيْفَ بِجَوْفِي
اَلدَّمْعُ...وَ الشَّوْقُ
اَلْحَنِينُ... وَ الْوَجَعُ
اَلْأَنِينُ ...وَ الأَمَلُ
أَلْقَى الْعَصَا السِّحْرِيَّةَ بِصَرْحِي
كَالأَفَاعِي تَتَلَوَّى
تَنْفُثٌ نَارَ السُّمِّ
تَنْهَلُ مِنْ لَهِيبِ الْحَوَاسِّ
مَا تَبَقَّى مِنْ عُرْسِي
هَوَادِجُ الْقَيْظِ
تَتَقَصَّى عَبْرَ الْمَدَى
تَسْتَلُّ بَيْنَ جَوَانِحِي
سَيْرِي
تَتَنَاسَلُ خُيُوطُ الْغَبَشَ
بِذَاكِرَتِي
خُطُوَاتٌ مُتَعَثِّرَةٌ بِيَوْمِي
وَ أَمْسِي
هَبَّتْ أَيَادِي أَبَالِيسَ
تَسْكُبُ كُؤُوسَ الْجَمْرِ
تَرْتَشِفُ نَخْبِي
يَا صَهِيلَ الْمُنَى
وَبَرِيقَ الضَّوْءِ
تَهِيجُ الأَشْوَاقُ بِعُمْقِي
يَهُزُّنِي الْحَنِينُ إِلَيْكِ
تُعَاوِدُنِي حُمَّى الأَمَلِ
فَأَرْكَبُ أَشْرِعَتِي
أَمْتَطِي الْجَوَارِي
بِأَعَالِي الْبِحَارِ أَمْشِي
وَرَسْمُ بِالأُفُقِ أَبْيَضاً
لاَزَالَ يَبْدو لِعَيْنِي
سِرْبُ الْهَدِيلِ
يَجُوبُ سَمَائِي
يُمَزِّقُ سَحَابَةً سَوْدَاء
لَنْ تَكُونَ سِوَى
غَيْمَةَ صَيْفٍ
عَابِرَةً تَتَلاَشَى
مَعَ هُبُوبِ الرِّيَّاحِ الْهَوْجَاء
أَسْرَابُ الْعَنَادِيلِ
قَادِمَةٌ ... قَادِمَةٌ
سَتَجْرِفُ كُلَّ أَحْزَانِي
تَمْسَحَ الزَّيْفَ واللَّوْنَ الْقَاتِمَ
تَرْفَعُ سَتَائِرَ الظَّلْمَاءِ
تُشْرِعُ النَّوَافِذَ
للِشَّفَافِيَّةِ وَ الأَضْوَاء
تَمْسَحُ دَمْعَ أّحْدَاقِي
تَنْثُرُ الْوَرْدَ بِأَجْوَائِي
بقلم رحيمة بلقاس
28\5\2012
سلا\\المغرب