الاعضاء

الخميس، 31 مايو 2012

غيمة صيف




غَيْمَةُ صَيْفٍ

هَجَرَتْنِي الْبَسْمَةُ
لَذْغَةُ الأَسَى لَسَعَتْنِي
اَلْخَنَاجِرُ بِالْحَنَاجِرِ تَمْضِي
اَلسُّيُوفُ اللَّوَامِعُ
غَادَرَتْ الْغِمْدَ
تَرْسُمُ الأَنْهَارَ فَوْقَ أَرْضِي
مِنَ الْفُرَات إِلَى النَّيلِ
وَمْنْهَا لِأَقْصَى الْغَرْبِ
أَوْقَدَتِ اللَّظَى
أَزْمَعَتْ حَرْقَ السِّلْمِ
اْجْهَاضَ اَيْقُونَاتِ النُّورِ
بِشَمْسِي


اْمْتَهَنُوا الْمَوْتَ
تَعَرَّشَ يَرْكُضُ بِصَدْرِي
أَشْعَلُوا فَتِيلَهَا
أَطْفَؤُوا شَمْعِي
رَكِبُوا الْمُقَدَّسَات مَطِيَّةً
أَسْرَجُوهَا لِأَهْوَائِهِمْ
يَرْسُمُونَ الزَّيْفَ بِجَوْفِي

اَلدَّمْعُ...وَ الشَّوْقُ
اَلْحَنِينُ... وَ الْوَجَعُ
اَلْأَنِينُ ...وَ الأَمَلُ
أَلْقَى الْعَصَا السِّحْرِيَّةَ بِصَرْحِي
كَالأَفَاعِي تَتَلَوَّى
تَنْفُثٌ نَارَ السُّمِّ
تَنْهَلُ مِنْ لَهِيبِ الْحَوَاسِّ
مَا تَبَقَّى مِنْ عُرْسِي

هَوَادِجُ الْقَيْظِ
تَتَقَصَّى عَبْرَ الْمَدَى
تَسْتَلُّ بَيْنَ جَوَانِحِي
سَيْرِي
تَتَنَاسَلُ خُيُوطُ الْغَبَشَ
بِذَاكِرَتِي
خُطُوَاتٌ مُتَعَثِّرَةٌ بِيَوْمِي
وَ أَمْسِي

هَبَّتْ أَيَادِي أَبَالِيسَ
تَسْكُبُ كُؤُوسَ الْجَمْرِ
تَرْتَشِفُ نَخْبِي

يَا صَهِيلَ الْمُنَى
وَبَرِيقَ الضَّوْءِ
تَهِيجُ الأَشْوَاقُ بِعُمْقِي
يَهُزُّنِي الْحَنِينُ إِلَيْكِ
تُعَاوِدُنِي حُمَّى الأَمَلِ
فَأَرْكَبُ أَشْرِعَتِي
أَمْتَطِي الْجَوَارِي
بِأَعَالِي الْبِحَارِ أَمْشِي
وَرَسْمُ بِالأُفُقِ أَبْيَضاً
لاَزَالَ يَبْدو لِعَيْنِي

سِرْبُ الْهَدِيلِ
يَجُوبُ سَمَائِي
يُمَزِّقُ سَحَابَةً سَوْدَاء
لَنْ تَكُونَ سِوَى
غَيْمَةَ صَيْفٍ
عَابِرَةً تَتَلاَشَى
مَعَ هُبُوبِ الرِّيَّاحِ الْهَوْجَاء
أَسْرَابُ الْعَنَادِيلِ
قَادِمَةٌ ... قَادِمَةٌ
سَتَجْرِفُ كُلَّ أَحْزَانِي
تَمْسَحَ الزَّيْفَ واللَّوْنَ الْقَاتِمَ
تَرْفَعُ سَتَائِرَ الظَّلْمَاءِ
تُشْرِعُ النَّوَافِذَ
للِشَّفَافِيَّةِ وَ الأَضْوَاء
تَمْسَحُ دَمْعَ أّحْدَاقِي
تَنْثُرُ الْوَرْدَ بِأَجْوَائِي

بقلم رحيمة بلقاس
28\5\2012
سلا\\المغرب

القيد مكسور




القيد مكسور

على أريكة الليل
اِسْتَلْقَتْ خَاصرة الْمَوْق
نَتَّكِئ على جدار الشوق
وظلال الْخرس تنشر الرق
كأنَّ الضوء لمحة برق
أشباح الموت
صوت الرَّعد
تَصَدّع الصخر
تَنَاثر الدّم
أشلاء الحزن
تَهَاطَلَ الْمَطَرُ  بأكفان الظلم
غرق الورى بظرف مظلم
بابه موصود
الكون بالسواد ملفوف
التيه بالساحات منثور
والخير من قلوب العقبان
مبثور

النسغ مهرق
قرابين دمها مهدور
الصدق مفقود
والدين غَدَا بِمِلّتِنَا
مَطِيَّتُهُ جَهْلٌ مَجنون
الحق محروق
والأمان معدوم
العدل موؤود
الإنسان موجوع
عالم موبوء
الضلال منشور

كأس الصمت مسكوب
بالحنظل والمرارة مملوء
على جدران العرب
الخزي للجبناء مكتوب
العز والفخر للأحرار منقوش
بماء الذهب
على صفحات التاريخ مخطوط
عناقيد الدجى تناسلت
أسراب الغربان تنعق
في ربيع مقهور
أصواتها نحس مشؤوم

شتاء من رحِمٍ عقيم مصلوب
على أعتاب كل الأماكن
الضوء مهجور
شاحبة أجواؤنا
قاتمة آفاقنا
أَطفؤوا النجوم
رصَّعُوا دروبنا
بالذل المنبوذ
جفّت منابع الماء بالضلوع
المآقي تحجرت بملح الدموع
قتلوا البهجة بأفواهنا
القلب مفجوع
أسدلوا الستائر على النور
صنعوا المحابر من محاجرنا
ومن الأجفان ريشة الدفء مهزوم

عقارب اللحظات تتلوى
كالثعبان المشنوق
توقفت عند النقطة السوداء
تعلن أن الصبر انتهى
ورفضنا أُعْلِنَ بالصراخ مرفوع

أيها العرب أَخْرِجُوا
أسلحتكم من المخازن
اُنفضوا عنها الغبار
أجهروا وحدة ضد الخذلان
والخنوع
الفؤاد مشجون
أعيدوا البسمة والمجد
لراية العروبة
لترفرف بشموخ
فأجدادنا رمز التحدي والصمود
ما كنا يوما موطن النواح والدموع
نقف كالحصان الجموح
بأيدينا نحمل الافعى والعصفور
السوسن والنرجس بالأعين مزروع
والقنا منها مسنون
كالنهر الظمآن نمضي بين المروج
الأمل لن يغادرنا
كروم النجوم على الثغور
أصداء الحرية تلوح
والقيد لا محالة
مكسور...مكسور

بقلم رحيمة بلقاس
31\5\2012
سلا \\ المغرب

الأحد، 27 مايو 2012

ايا قاتلي




أَيَا قَاتِلِي!ا

إِنْ كُنْتَ امْتَهَنَتَ الْقَتْلَ
فَهَذَا صَدْرِي وَ نَحْرِي
فَامْتَشِقْ سِلاَحَكَ
اِجْعَلْ السِّرْجَ عَلَى الْمُهْرِ
صَوِّبْ سِهَامَكَ
أَشْحِدِ السَّيْفَ الْقَاطِعِ
أَضْرِمِ اللَّظَى بِالْقَلْبِ
فَالْبَدْرُ فِي عَيْنَيْكَ
مَوَاوِيلِي
الثُّرَيَّا لِلَيْلِي سِرَاجُ تَرَاتِيلِي

إِنْ كٌنْتَ أَزْمَعْتَ حَرْبِي
قَصَدْتَ الْفَتْكَ بِوُجْدِي
فَذَاكَ لَنْ يُجْدِي
أَتَقْصِدُ بِصَدِّكَ
قَتْلِي عَنْ عَمْدٍ
أَعْشَقُ السُّهْدَ
أَعْشَقُ اَلْوَجَعُ فِي بَحْرِكَ تَرَانِيمِي
نُبِّئْتُ أَنَّكَ عَزَمْتَ وَأْدِي
وَ أَنَّ هُرُوبَكَ مِنْ صَرْحِي
جَزَّ سَنَابِيلِي
أَذْهَبَ الأَلْوَانَ عَنْ فَسَاتِينِي!ا

فَاعْلَمْ أَنَّ الْجَلَدَ رِدَائِي
وَ الْكِبْرِيَّاءُ مِئْزَرِي
فَلاَ الدَّمْعُ مِنْ شِيَمِي
وَلاَ الْبُكَاءُ وَ النُّوَّاحُ مَطِيَّتِي
لاَ أُحِبُّ التَّرْتِيقَ بِجَسَدِي
ضَرْبَةُ ذَاكَ الْهَبَّارُ مِنْكَ
لَنْ تَنَالَ مِنِّي
لَنْ تَجْثَتَّ اسْمَكَ
فَهُوَ رَسْمٌ أَعَادَ تَفَاصِيلِي
نَحَثَ الضَّوْءَ بِدَوَاخِلِي

فَلاَ تُوقِدْ مَجَامِرَ الْجَوَى
تُجَفِّفْ ذُبَالَةَ قَنَادِيلِي
تَدُقُّ طُبُولَ مَرَاسِيمِي
لاَ تَمْحِي لَهْفَةَ الْبَهْجَةِ
عَنْ مَزَامِيرِي
تَجْعَلْ الشَّجَنَ وِشَاحَ
أُغْنِيَّة مَوَاسِيمِي

رُوَيْدَكَ .. رُوَيْدَكَ
يَا قَاتِلِي!ا
تَغْرِيدُ الْعَصَافِيرِ حِرْفَتِي
أَعْرَاسُ الأَزْهَارِ
بِكُلِّ الْفَصُولِ عَنَاوِينِي
أَرَى فِي مُقْلَتَيْكَ
ذَاتِي وَ نَسَائِمِي
فِي شَفَتَيْكَ
سَمْفُونِيَّةَ قَصِيدِي
مِنْ كَفَّيْكَ تَنَاسَلَ السَّنَا
فَغَدَا  دَلِيلِي
فَلاَ تَفْرَحَ كَثِيراً
أَيَا قَاتِلِي !آ


بقلم رحيمة بلقاس
27\5\2012
سلا \\ المغرب

قوس قزح




قَوْسَ قُزَحٍ


قَوْسُ قُزَحٍ.. جَوْفَ الْيَمِّ يُكْسِرُ
أَلْوَانٌ منْ نُجُوم الضِّيَّاءِ تُتْمِر
عُنْقُودُ الْكُرُومِ بِالبَيْدَر
انْتَفَخَ..اخْتَمَرَ..أَجْهَر
بفَصْلِ الْجِزَارِ أَعْلَنَ يُفْرح
عَلَّهَا تَمْحُو عَنَّا اللَّوْنَ الأحْمَر

يَسيلُ الصَّبَاحُ بِالنُّور
تَتَغَذَّى الشَّمْسُ بالتَّغْرِيد
وَصَوْتُ الطَّيْر يَصْدَح
أَرْوَاحُنَا عَصَافيرٌ
سَمْفُونيةَ الْحُرِّيَّة تَعْزف
منْ خَلْف سَرَايَا الْعَلْيَاء تَجْهَر
أَنَّهَا لَنْ تَنَامَ إلا بسلْم وَ سَلاَم يُنْشَر
وَثَأْر مِنْ سَفَّاكٍ يُؤْخَذ


منْ بَيْنِ الصُّخُورِ سَيْلٌ غَشْمَر
يُجْلِي الْمَوْقَ الْمُتَجَرْجِر
يَهْجَشُ بِالصُّرَاخِ يُغَدْمِر
مَادَتِ أَرْضُنَا بِظُلْمٍ تُضْمِر
نَوَاتُهَا ارْتَجَّتْ تَضْطرِب
حِمْلُهَا فَاقَ مَا عَلَيْهِ تَقْدِر
رَمَتْ أَثْقَالَهَا.. وَوِزْرَهَا تُزَمْجِر
بِبَرَاكِينِ السُّخْطِ ..تَنْفُثُ تَزْأَر
دُمُوعُهَا خَلْفَ الْبُؤْبُؤ دِير
بِهِ اعْتَكَفَتْ تُوقِدُ الْجَمْر
تَحْتَ رَمَادِ يَلْتَهِمُ الْهَشِيم
يَصْفَرُّ..يَخْضَرُّ..يَحْمَرّ
لَظَى يَتَوَعَّدُ..شرَرٌ يُنْذِر
صَخَبٌ..بِالنُّورِ.. بِالضَّوْءِ..يُزْهِر
نَشْرَعُ النَّوَافِذَ عَلَى مِصْراَعَيْهَا نَنْظُر
نَحْكِي.. نَصْهَلٌ.. نُبْحِر


تَرَجَّلَ الْغَبَشُ بِالْبَيَاضِ يَنْثُر
يَدُقُّ أَبْوَابَ الْفَجْرِ يُبْهِر
نَهَارُ الصَّحْوِ أَطَلَّ مِنْ عُيُونِهِ يَتَفَجَّر
بَرِيقُ أُنْسٍ بِالْحُلْمِ يُبَشِّر
اِمْتَطَى جَوَادَهُ يَتَبَخْتَر
لَوَّنَ الرُّبَى وَأَرِيجَ الزَّهْر
مِنْ مَيَاسِيمِهِ تَصَاعَدَ يُعَطِّر

بَيْنَ خَيْطٍ أَسْوَدٍ وَأَبْيَضٍ بِأُفُق أَبْعَد
هَدِيرُ حَمَامَةٍ تَصِيحُ تُنْذِر
وَرَاءَ السَّحَابِ وَغُسْمَةِ غُبَار
بِأَجْوَائِنَا تَتَبَعْثَر
هَسِيسُ هَدِيلْهَا بِالْحِجَارَةِ
يَرْمِي جُنُوداً للِضَّلاَلِ تَنْشُر
رُؤُوساً جَوْفَاءَ بِالْجَهْلِ تَنْظُر
حِكْمَتُهَا تَمَغْنَطَتْ
الطَّيْشُ الشَّهِيُّ تَرَسّبَ
اللَّيْلُ أَسْدَلَ سُدُومَهُ يَزْحَف
كُهُوفٌ وَكُهُولَةٌ تَتَمَادَى

يَا صَائِدَ النَّيَازِيكِ تَمَهَّلْ!ا
اَلْجِبَالُ الشَّمَّاء لاَ تَتَزَحْزَح
مِنْ حَدِّ الْوَجَع
مِنْ ثَدْيِ الْجَلَد
قُلُوبٌ للِدَّيَاجِي تَخْتَرِق
بِنَاظِرَيْكَ اُنْظُرْ تَأَمَّل!ا
صَدَى الشِّفَاهِ هَبَّ يُحَمْلِق
أَسْدَافُ الرَّدَاهَاتِ يَهْجُر

بقلم رحيمة بلقاس
23\5\2011
سلا \\ المغرب

السبت، 26 مايو 2012

ايا آسري!ا



أَيَا آسِرِي!ا

أَيَا مُهَاجِراً فِي ثَنَايَا الصَّحْرَاء
وَ الْقَيْظُ حَرٌّ..وَ الْبِئْرُ فَقْد
أَزِيزٌ بِجَوْفِي يَجُوبُ جُزُرَه
يَسْتَعْطِفُ مُزْناً مِنَ الرَّعْد
اِنْهَمَرَ بِسَخَاءٍ بَرْقاً مُحْرِقا
وَبِزَخَّاتِ دِمَاءٍ ..بِالرَّمْسِ .. بِاللَّحْد

عَلَى رِئَتِي حَشْرَجَةٌ تَذَبِّحُ نَحْرِي
أَدْغَالُ الضُّلَوعِ تَتَنَاثَرُ بِالسُّهْد
وَهَجُ الْخَوْفِ بَيْنَ لَيَالِي الدُّجَى
بِالْحَشَا خَنَاجِرٌ غَادَرَهَا الْغِمْد
أَزْمِنَةُ الْجَفَافِ وَ اللَّعْنَةِ وَالسُّخْط
تَدَفَّقَتْ حَتَّى الرُّبْعِ الْخَالِي بِسُيُولِ الْحِقْد

اِنْحَدَرَتْ ذِئَابٌ وَ بَنَاتُ آوَى
عَلَى السُّفُوحِ وَ الرُّبَى  الْمُمْتَدّ
تَذْرُو الْغُبَارَ وَ الرَّمَاد
تَدُسُّ السُّمَّ بِالشَّهْد
اَلْبُومُ وَ الْخَفَافِيشُ حَطَّتْ بِسَقْفِي
تُلَوِّثُ سَمْعِي عَنْ عَمْد
كَسَحَتْ اللَّحَظَات تَدُقُّهَا
فَلاَ فَرْقَ بَيْنَ ضَلاَلَةٍ وَ رُشْد



سَجَمَتِ الأَحْدَاقُ تَتَلَوَّى
اَلدَّمْعُ مُنْسَكِبٌ بِلاَ عَدّ
فَتَكَتِ الرِّيَّاحُ الْهَوْجَاء
بِوَذْفَتِنَا الْخَضْرَاء وَالزَّهْرِ وَ الْوَرْد
غَيْمَةُ الرَّصَاصِ وَوَبَالُ الشَّظَى
مِنَ الأَعْلَى حَتَّى الْوَادِي الأَقْصَى مُنْهَد


فَيَا لَهَف نَفْسِي وَدَمْعِي
عَلَى هَدِيلِ الْحَمَامِ..آهَاتُ الْفَقْد
هَاجَرَ التّغْرِيدُ وَالشَّدْوُ
وَالْكَاهِلُ مُثْقَلٌ بِالصَّفْد
الرَّطْبُ وَ الرَّغِيدُ نَأَى
اِزْدَانَ الدَّرْبُ بِالنَّحْسِ وَ الْقَيْد
حَتْفُ الأَفْرَاحِ بِيدَ بِالْقَلْب
وَالأَيَّامُ جَادَتْ بِالنَّكْد
اِرْتَدَتِ اللَّيَالِي السَّوَاد
فَكَيْفَ نُغَنِّي وَ نَطْرَبُ لِلْوُجْدِ؟

رَشَقُوا الْفُؤَادَ بِسِهَامِ الْقَهْر
صَمْتٌ وَ دَسَائِسُ الْمَكْر وَ الصَّدّ
سَالَ غَيْظِي وَ ضَيْمِي بِأَمْسِي
وَيَوْمٍ بِالظُّلْمِ أَكْثَرُ وَقْد
أَيَا آسِرِي ! فَأَنْتَ أَشَدُّ وَقْع
مِنَ الْحُسَامِ الْقَاطِعِ الْحَدّ

بقلم رحيمة بلقاس
25\5\2012
سلا \\ المغرب

اَلنَّزْفُ مَا كَانَ سُدى




اَلنَّزْفُ مَا كَانَ سُدَى

اَلسِّحْرُ مِنْ طَلْعَتِكَ وَحْيٌ
مِنْ بَسْمَتِكَ إِلْهَامٌ وَسِحْرٌ
مُحَيَّاكَ أَشْرَقَ شَمْسٌ
بِقَلْبِي مَغِيبُهَا هَمْسٌ
لَفَّنِي اللَّيْلُ بِرِدَائِهِ حُزْنٌ
أَصَابِعُكَ ضِيَاءٌ مَنَابِعُها وَ نُورٌ
بَلْسَمٌ للِدُّجَى..لِلَيْلِي بَدْرٌ

كَانَ الْخَرَسُ صَاحِبِي
الصَّمْتُ مُؤْنِسُ رُفْقَتِي
زَرَعْتَ كُرُومَ الْحَرْفِ بِفَمِي
تَرَقْرَقَتْ بِاسْمِكَ شَلاَّلاً تُنَادِي
إِنْ كَانَ لِلْأَبَجْدِيَّةِ عَدَدٌ مُحَدَّدُ
فَمِنْ ثَغْرِي عَدُّهَا اللاَّمُعَدَّدُ
تَسَرْبَلَتْ كَالنَّهْرِ الْمُتَدّفِّق
كُنْتَ الْمَوْجَ الْمُتَعَالِي
وَكُنْتُ مَنْ يَرْتَدِيكَ بَحْرَ التَّعَالِي

ظِلاَلُ الْحَنَانِ مِنْكَ وَارِفٌ
تَدّلَّتْ بِأَوْرَاقِ الإِخْضِرَارِ
اِرْتَدَيْتُكَ رَبِيعاً
أُهَرْوِلُ كَغَزَالَةِ الأَحْلاَمِ
الْكَلِمَاتُ خَجْلَى بِلِسَانِي
تَتَنَاثَرُ مُتَعَثِّرَةَ الْهَمْهَمَاتِ
خُصُوبَةٌ أَوْذَقَتْ مِنْ أَنَامِلِي
تُلاَمِسُ عُبَابَ السَّمَاءِ

النُّجُومُ بِعَيْنَيْكَ إِشْرَاقَةَ النَّدَى
مِنْهَا الْعِطْرُ شَدَى
تَغَرْغَرَ الْهَجْسُ بِهِمَا
لاَيَسْمَعُهُ سِوَى خَافِقِي طَرَبا
شَاخِصَةً..بَاسِمَةً
اكْتَحَلْتُ مِنْ رَمْشِهَا مِرْوَدا
تَسْتَكِينُ الْعِلَلُ وَ تَلْتَئِمُ الْجِرَاحُ
بِوَصْلِكَ الْوَجَعُ زَالَ وَابْتَعَدَ
اَلْعِطْرُ بِاللِّقَاءِ غَفَا وَ انْدَلَقَ
تَغَنَّجَتِ الصَّبَابَةُ
بِحُبِّ الإِرْتِقَاء..سَمَا وَانْدَفَق
نَسَائِمُ الْجَوَى تَرَنَّمَتْ وَسَنا
أَحْرَقَتْ غَمَائِمَ السَّوَادِ وَ اللَّظَى
اَلنَّزْفُ مَا كَانَ بِالْقَلْبِ سُدى
هُوَ ارْتِوَاءٌ لِزَهْرٍ أَيْنَعَ وَ نَمَا

بقلم رحيمة بلقاس
22\5\2012
سلا \\ المغرب